كان رجل همة حقيقية، ذا ثبات في الذهن والروح وشجاعة لا تذعن في مواجهة المشقات والأخطار الشخصية. لبى بولس إرساليته السماوية بتصميم وعزم نادرين. وقد استخدمه الله بقوة عطيمة لقلب العالم لأجل المسيح. غير أن رسالة بولس وطريقته اتسمتا بالنعمة. فهذا الرجل الذي عذب وقتل قديسي الله، فهم وفسر النعمة أفضل من أي واحد ، لأنه لم يتخط قط عرفانه بالجميل متلقياً للنعمة. فإن نعمة الله المتفاضلة جداً حولت هذا الرجل إلى ناطق بلسان المسيح، متضع لكن مقتدر. تشكل حياة بولس مصدر رجاء عظيماً لنا. فما دام زعيم الخطاة قد غفر له وصار إناء الله المختار، أفلا يقدر الله أن يغفر لنا خطايانا ويستخدمنا أيضاً؟ إنه قادرحقاً أن صرنا نحن من أهل النعمة والهمة كلتيهما. ٤٧١ صفحة
الكاتب: تشارلز سويندول